احملوا نعش حبي على اكتافكم..
زينوه بالورود..ارقصوا امامه..
وامدحوا خصائلة..فلقد مات شباباً فى ربيع عمره...
احملوا نعش حبي على اكتافكم..
ولا تبكوه..
فالدموع ارخص من ان تكون ثمن حياتة..
ولا تحفروا له قبراً فى ارضكم..
بل احرقوا جثته واصنعوا من رمادها تعاويذ يحملها عشاق الدنيا..
احملوا نعش حبي على اكتافكم..
ودعوا الحزن يمزق نفوسكم..
دعوا الحزن يشل احاسيسكم..
فقد مات الذى ملا مدينتكم حباً ..
مات الحب الذى كان امثولة العواطف الحقيقة..
مات بعد ان نزف كل حنانه حتى اخر نقطة..
مات بعد ان غرق فى بحر عطائه الكبير..
مات حبي الكبير فجاة..
لم يسجنوه..ولم يعذبوه طويلاً..
ولم يحاكمه قاض ولم يدافع عنه محام..
انما اعلنوا حكم الاعدام عليه فى لحظة..
ولم يحققوا له امنية..ولم تشفع له الواسطات..
بل الحكم عرفياً لا يقبل الاستئناف..
احملوا نعش حبي على اكتافكم..
وااحزنوه..
فقد مات الذى اضاء احلامكم.
وفقدت مدينتكم احلى ما فيها..
فقد غلاف الحنان الذى كان غلافها طويلاً..
فقدت السعادة التى كانت تبتسم فى زواياها..
فقدت الحياة التى فجرها فيها حبي الكبير..
مات..لا لم يمت..بل سيدفن حياً..
لا تدفنوه..احرقوه جثته ..
وزعوا رمادها على العاشقين ليتبركوا بها..
واعلنوا الحداد فى المدنية الى الابد..
وتوشحوا بالسواد حتى نهاية العالم..
اقفلوا نوافذ بيوتكم..
فلن يمر حبي تحتها بعد اليوم..
واهملوا حدائقكم ..فالورد لن ينبت فيها بعد اليوم..
واقتلوا كل من يدعى انه يستطيع ان يحي حبي من جديد..
وان يعيد السعادة الى مدينتكم..
فحبي اعدموه..وتركوه..
ينزف كل حنانه واحرقوه..
لكنه لم يمت الا فى قلوبهم..
نبض الهنا